الفعالية الافتتاحية لمشروع „الاكتشاف“: أمكنة تستدعي التذكر

الفعالية الافتتاحية لمشروع „الاكتشاف“: أمكنة تستدعي التذكر

بدأنا فعاليات مشروعنا „الاكتشاف“ على أرضنا! إذ قمنا وبالتعاون مع السيدة „بيليزا تسيفالوس غوارنيز“ المساعدة الاجتماعية لدى „خدمة المهاجرين الشباب“ التابعة لأبرشية برلين، قمنا بدعوة لاجئات ولاجئين في سن الشباب يعيشون في بلدة شتراوسبيرغ ومحيطها في ولاية براندنبورغ للمشاركة في فعاليتنا في برلين يوم 22 أكتوبر. أبدت المشاركات والمشاركون حماسة فائقة وفضولاً كبيراً للتعرف على ماضي ألمانيا. خُصصت الفعالية لدراسة تاريخ ألمانيا ما بين 1918 و 1945 وكانت المشاركات والمشاركون كثيراً ما يجدون تشابهات ونقاط ربط بين تلك الحقبة وزمننا المعاصر أو يتساءلون عما جرى من منظور تجاربهم في الهجرة واللجوء وما وجدوه عند وصولهم ألمانيا. وعندما دار النقاش حول أهمية فصل السلطات مثلاً، تساءل البعض عمّن يراقب عمل الشرطة في دولة ألمانيا الاتحادية. كما طرحت عدة أسئلة صعبة عند الحديث عن جماعات اليمين المتطرف أو عنف الشرطة الذي شجبته تظاهرات „حياة السود مهمة“، على سبيل المثال. هنا تحدثت المشاركات والمشاركون عن التجارب السيئة مع الشرطة في اليونان أو في بلدانهم الأصلية (ومن بينها سوريا وأفغانستان وإريتريا وغيرها). وعندما بدأت ليزا بايزل بالحديث عن حقبة النازية في ألمانيا وعن القمع والملاحقة والقتل الذي تعرضت له الأقليات على أيدي النازيين، كان الجميع يصغي باهتمام بالغ. وكانت قناعة الجميع بأنه لا يجوز نسيان مآسي هذا التاريخ. ويبقى السؤال: كيف يمكن إبقاء ذكرى تلك الأعمال الوحشية حيّة؟ وللإجابة على هذا السؤال توجهنا مشياً على الأقدام في جولة (بين جنبات التاريخ) نظمناها مع مؤسسة النصب التذكاري للضحايا من اليهود الأوروبيين. زرنا نصب الهولوكوست ومنه قطعنا منطقة Tier­gar­ten إلى أن وصلنا النصب الذي يذكر بضحايا ما سمي آنذاك „القتل الرحيم“ وهي تسمية ساخرة كانت تهدف إلى القتل العمد لذوي الإعاقات وغيرهم، وكانت كل تلك النصب التذكارية تذكّر بضحايا النازية. فوجئت غالبية المشاركات والمشاركين من فئة الشباب بأن بعضاً من هذه النصب التذكارية لم يبن إلا قبل وقت قسنوات قليلة. وهو ما يوضح أن معالجة التاريخ لم تنته بعد وتحتاج وقتاً طويلا. ويقول الليث زرزوري: „يتعلم المرء كثيراً من التاريخ، والأهم أن لا تقع مثل هذه الأخطاء مستقبلاً“. وأضاف/ت عين زرزوري: „سأنصح بعد الآن أصدقائي كي يشتركوا في مثل هذه الزيارة لزيادة معلوماتهم عن تاريخ ألمانيا“. وننوه هنا إلى أن الكاميرا كانت ترافقنا لالتقاط جوانب من جولة المشاركات والمشاركين هذه في أرجاء التاريخ. ومن أراد مشاهدة الصور لا بد له أن يتريث قليلاً، فمع نهاية العام سيكون الفيلم الخاص بعملنا جاهزاً ليعرض على موقعنا الإلكتروني.